طريقة الطعمية بالحمص

طريقة الطعمية بالحمص: وصفة غذائية نباتية تقليدية غنية بالبروتين والألياف

تُعد الطعمية أو الفلافل من الأكلات الشعبية ذات الحضور القوي في المائدة العربية، وتحديدًا في المشرق العربي وشمال إفريقيا، وتمثل وجبة يومية أساسية عند الكثير من الشعوب. وقد اشتهرت في الأصل باستخدام الفول كمكوّن أساسي، غير أن الطعمية المصنوعة من الحمص أصبحت في العقود الأخيرة خيارًا مفضلًا ومحببًا للعديد من الأفراد، خاصة النباتيين ومحبي النكهات القوية والمغذية. يحتوي الحمص على قيمة غذائية مرتفعة، ويُعتبر بديلًا مثاليًا للفول في إعداد الطعمية، لما له من قوام كريمي وطعم غني ومتماسك.

المكونات الأساسية لطريقة الطعمية بالحمص

تبدأ طريقة تحضير الطعمية بالحمص من اختيار مكونات طازجة ذات جودة عالية، حيث يؤثر ذلك بشكل كبير على النكهة النهائية والملمس المقرمش:

الخطوة الأولى: تحضير الحمص

يُعد نقع الحمص المرحلة الأساسية الأولى. يجب نقع الحمص المجفف في ماء وفير لمدة لا تقل عن 12 ساعة، ويفضل أن يكون في وعاء كبير لأن الحبوب ستنتفخ وتزداد حجمًا. لا يُنصح باستخدام الحمص المعلّب لأنه لا يعطي النتيجة المرغوبة من حيث القوام والتماسك، كما أنه قد يحتوي على مواد حافظة تؤثر على النكهة والطزاجة.

بعد انتهاء النقع، يُصفّى الحمص جيدًا من الماء ويُجفف بواسطة منشفة مطبخ نظيفة للتخلص من الرطوبة الزائدة التي قد تُعيق التماسك أثناء القلي.

الخطوة الثانية: طحن المكونات

يُوضع الحمص المنقوع في محضّرة الطعام مع البصل المقطع والثوم والأعشاب الطازجة (البقدونس والكزبرة الخضراء)، ويُطحن المزيج جيدًا حتى يتحول إلى عجينة ناعمة ذات قوام كثيف ومتماسك. للحصول على نتيجة مثالية، يمكن طحن المزيج على دفعات صغيرة، ما يضمن توزيعًا متساويًا لجميع المكونات.

يُضاف بعد ذلك الكمون، والكزبرة الجافة، والفلفل الأسود، والملح، وبيكربونات الصوديوم، وتُخلط جميعها جيدًا. يمكن أيضًا تبريد العجينة لمدة ساعة في الثلاجة لتحسين التماسك.

الخطوة الثالثة: تشكيل الطعمية

يُستخدم قالب خاص بالفلافل لتشكيل الأقراص الدائرية، أو يمكن استخدام اليدين لتشكيل كرات متوسطة الحجم تُضغط برفق للحصول على شكل دائري. يُمكن رش السمسم على وجه كل قرص لمنحه ملمسًا مقرمشًا إضافيًا ومذاقًا عطريًا مميزًا عند التحمير.

الخطوة الرابعة: القلي

يُسخّن الزيت النباتي في مقلاة عميقة إلى درجة حرارة متوسطة (170-180 درجة مئوية). عند وضع الطعمية في الزيت، يجب أن تُغمر بالكامل، ويُفضل قلي عدد قليل من الأقراص في كل مرة لتجنب خفض حرارة الزيت، مما يؤدي إلى امتصاص زائد للزيت.

يُقلى كل قرص لمدة تتراوح بين 4 و6 دقائق أو حتى يصبح لونه ذهبيًا ومقرمشًا من الخارج. بعد ذلك تُصفّى الطعمية على ورق ماص للزيت.

فوائد الطعمية بالحمص الغذائية

الطعمية المصنوعة من الحمص ليست فقط خيارًا نباتيًا لذيذًا بل تقدم فوائد غذائية هائلة:

• غنية بالبروتين: الحمص مصدر غني بالبروتين النباتي الضروري لبناء العضلات والأنسجة.

• مصدر ممتاز للألياف: تساعد الألياف على تحسين الهضم وتدعم صحة الجهاز الهضمي.

• توازن السكر في الدم: مؤشر الحمص الجلايسيمي منخفض، مما يجعله مناسبًا لمرضى السكري.

• دعم صحة القلب: يحتوي الحمص على معادن مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم التي تساهم في تنظيم ضغط الدم.

• خالية من الكوليسترول: نظرًا لكونها نباتية، فإنها لا تحتوي على كوليسترول ضار.

تنويعات حديثة للطعمية بالحمص

أدى انتشار الثقافة الغذائية العالمية إلى إدخال بعض الإضافات إلى وصفة الطعمية التقليدية لجعلها ملائمة لمتطلبات النظام الغذائي الحديث:

• الطعمية المشوية: بدلاً من قليها، يمكن خبزها في الفرن بدرجة حرارة 200 مئوية لمدة 25-30 دقيقة، مع رش بسيط من الزيت، للحصول على خيار صحي وقليل الدهون.

• الطعمية المحشوة بالخضار: تُضاف مكعبات من الفلفل أو الزيتون أو الباذنجان إلى داخل الطعمية لتقديم تجربة طعم جديدة.

• الطعمية الخالية من الغلوتين: تناسب الطعمية الخالية من الطحين الأفراد الذين يعانون من حساسية القمح، خاصة عند تحضيرها من دون أي إضافات طاحنة تحتوي على الغلوتين.

تقديم الطعمية بالحمص

تُقدَّم الطعمية ساخنة مع الخبز العربي الطازج، ويفضَّل غالبًا تقديمها داخل ساندويتش يحتوي على شرائح طماطم، وخيار مخلل، وصلصة الطحينة أو صلصة الزبادي بالثوم، وأوراق الخس أو النعناع.

في بعض المناطق، يُقدّم طبق الطعمية إلى جانب صحن حمص بالطحينة أو بابا غنوج، ما يمنح الوجبة توازنًا غذائيًا كاملاً وغنًى بالدهون الصحية والألياف.

الجدول الغذائي للطعمية بالحمص (لكل 100 غرام)

نصائح للحفاظ على قوام ونكهة مثالية

• عدم استخدام الحمص المعلّب: لأنه رطب جدًا، مما يؤدي إلى تفكك الطعمية أثناء القلي.

• استخدام الأعشاب الطازجة فقط: لتفادي تغير اللون أو النكهة.

• التحكم في حرارة الزيت: الحرارة المنخفضة تجعل الطعمية تمتص زيتًا زائدًا، بينما الحرارة العالية تحرقها من الخارج وتتركها نيئة من الداخل.

• تبريد العجينة: يمكن حفظ عجينة الطعمية في الثلاجة لمدة يومين دون أن تفقد خصائصها، أو تجميدها لمدة شهر.

الطعمية بالحمص في الثقافة الغذائية الحديثة

برزت الطعمية بالحمص في السنوات الأخيرة كوجبة رئيسية في المطاعم النباتية حول العالم، وخصوصًا في أوروبا وأمريكا الشمالية، باعتبارها بديلًا غنيًا للبروتين الحيواني. كما تُستخدم كقاعدة لإعداد “برغر نباتي” صحي يتم وضعه في خبز البرغر التقليدي مع شرائح الأفوكادو والخس.

الاهتمام المتزايد بالطعام النباتي والأطعمة منخفضة التأثير البيئي جعل من الطعمية عنصرًا أساسيًا في قوائم الطعام المستدام، حيث يُفضّل الكثيرون تناولها لكونها صحية وسهلة التحضير وغير مكلفة.

المصادر

1. U.S. Department of Agriculture, FoodData Central

2. Harvard T.H. Chan School of Public Health – Nutrition Source: Chickpeas and Legumes